كما نعلم رياضة كرة القدم هي اللغة التي يفهمها ويعيشها ويتنفس هوائها معظم شعوب العالم قاطبة هي لعبة تنافس ترتقي بها شعوب العالم قاطبة حضاريا ورياضيا وفكريا .. ولكن عندما نفرط في حب الكرة ويأخذ هذا العشق منحى آخر بصورة جنونية تتغلب فيها العاطفة على العقل ينشأ التعصب الرياضي .
للأسف لقد أصبح المجتمع الرياضي لدينا حالياً موبوءاً بالتعصب الرياضي المقيت بشكل مخيف ، فالتنافس والتشجيع تخطى حدود ميدان الملعب ووصل للبيت والعمل وأبعد من ذلك وهذه ظاهرة غير صحية وسليمة أبداً وتنمي الأحقاد والعداوات والبغضاء بين أفراد المجتمع الرياضي .
هناك 4 أسباب جوهرية مسؤولة عن تفريخ هذا التعصب بأشكاله :-
على مستوى الأندية :
بعض رؤساء الأندية يسيئون لأنديتهم عندما يتزعمون التعصب والاستخفاف والتنقيص بالآخرين عن طريق إطلاق التصاريح المستفزة والرنانة التي تنتقص في الفريق المنافس .
أصبح الهلالي يفرح ويشمت لهزيمة النصر ، والإتحادي يفرح لهزيمة الأهلي وبالعكس ..
أصبحت أقطاب الأندية كالضرة التي تغار من ضرتها ، لاتريد لغيرها التميز ، تخطط وتعمل المصائد والمكائد لعرقلة الفريق المنافس ولو بطرق غير مشروعة.
على مستوى الوطن :
عندما يمثل الفريق في بطولة خارجية تجد أن ثُلة من الفريق المنافس يتمنى الهزيمة لغريمه بل قد يصل به الحال أن يشجع الفريق الضيف على فريق من وطنه ومن أبناء جلدته في بطولة وطنية تحتم عليه الوقوف معهم قلباً وقالباً وأن يتجرد من إنتماءاته .
هل هي الغيرة العمياء ؟؟ هل هو مرض مزمن ؟؟ أين ذهبت الوطنية والإنتماء للوطن ؟
على مستوى الإعلام :
يكفي أن تشاهد بعضاً من القنوات الرياضية الفضائية لتشاهد الغث التحليلي المتعصب والردح الشعبي والجدال العقيم ، كل حوار يشوبه الغمز واللمز، ذلك الإعلامي يحاول أن يزين للجمهور والمشاهدين كيف ظلم فريقه بتآمر الحكام وعدم احتسابهم لضربات جزاء مهدرة وأن هناك أيدٍ خفية لإسقاط فريقه .
وآخريريد فرض أرآئه وسطوته وأن يخرس منافسه حول قضية رياضية بالحق أو بالباطل في نقاش عقيم ، ويكسب الرهان في النهاية صاحب الزعيق والصوت الأعلى !!
أو أن تشاهد ذلك المعلق وكيف طغت ميوله على سير المباراة وضرب بالحيادية عرض الحائط .
أو أن تشاهد ذلك المعلق وكيف طغت ميوله على سير المباراة وضرب بالحيادية عرض الحائط .
إنهم يزيدون الإحتقان ويصبون الزيت على النار فهم يفتقدون لأصول ومفهوم أساسيات الحوار الراقي .
على مستوى الجماهير :
الكل أصبح يفهم في كرة القدم يحلل ويخطط .. الكل أصبح مدرباً وناقداً ..الكل يفتي ويدلي بدلوه من العامل في محل الكبدة وبائع الفول لصاحب النفوذ والإعلام ( وما أبرئ نفسي ) وأصبح النقاش عقيماً لدرجة تصل للسخرية والإستهزاء والتجريح .
والتراشق بالألفاظ السوقية القبيحة
وللأسف كل سلبيات التعصب تفضي إلى :
1- الإنقسام والفرقة والتنافر بين أفراد المجتمع وقيام الشلليات وحتى بين الأسرة الواحدة
للأسف
2- المتعصب ذو شخصية منفرة ومملة
3- فقد العديد من الصداقات والروابط والصلة الاجتماعية
4- افتقاد الحوار والنقد الهادف والبناء
5- غرس الحقد والفتنة والضغينة والكراهية
6- الشجار والعنف الدموي الشجار والعنف الدموي
7- الشغب في الملاعب .
1- الإنقسام والفرقة والتنافر بين أفراد المجتمع وقيام الشلليات وحتى بين الأسرة الواحدة
للأسف
2- المتعصب ذو شخصية منفرة ومملة
3- فقد العديد من الصداقات والروابط والصلة الاجتماعية
4- افتقاد الحوار والنقد الهادف والبناء
5- غرس الحقد والفتنة والضغينة والكراهية
6- الشجار والعنف الدموي الشجار والعنف الدموي
7- الشغب في الملاعب .
صدق أو لاتصدق .. هذا هو حالنا وواقعنا المرير للأسف .. والتعصب قد يفعل أكثر من ذلك ، كما حصل بين الدولتين السلفادور والهندوراس من حرب متواصلة لمدة أربعة أيام بسبب مباراة مصيرية فاصلة للتأهل لكأس العالم 1970 لكرة القدم.
خاتمة :
لن تتطور الرياضة ولن تكون لدينا اليد الطولى للصولات والمنازلات والإنجازات قارياً واقليميا إن لم نرتقي بفكرنا وعقلنا ونترك مخلفات العصبية العمياء والجهل القاتل .
إبدأ بنفسك واسأل هل تجد في نفسك بعضاً من هذه الخصال .. هل تشمت بصديقك/زميلك/قريبك بصورة مبالغة وغير حضارية عند فوز فريقك ؟ راجع نفسك وراجع حساباتك .
( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
وكمثقفين يجب أن نرتقي حضارياً بلغة الحوار وأن ننظر للأمور بحيادية وعقلانية والتحدث بواقعية واحترام الرأي الآخر وأن يكون النقد إيجابي بناء وليس سلبي هادم .
يجب أن يهنيء الخاسر المنتصر ، ويجب على المنتصر أن يواسي المهزوم الهلالي والاتحادي يبارك للنصراوي والاهلاوي وبالعكس ( هل أنا أحلم ؟) .
هذه هي الروح الرياضية التنافسية الحقة ، التي ينبغي أن لاتتجاوز حدود الميدان ، ألسنا في عصر الإحتراف أم هو حبر على ورق ، إذا فلنسمو بفكرنا وأخلاقنا احترافياً .
هذه هي الروح الرياضية التنافسية الحقة ، التي ينبغي أن لاتتجاوز حدود الميدان ، ألسنا في عصر الإحتراف أم هو حبر على ورق ، إذا فلنسمو بفكرنا وأخلاقنا احترافياً .
سئمنا مشاهدة مشاحنات ومهاترات في الإستوديوهات التحليلية والفضائيات .
سئمنا مشاهدة مشاجرات صبيانية بين المشجعين تتطور لتصل أحياناً إلى عنف وحروب دموية في الملعب وخارج الملعب ، بين الجار وجاره وبين الصديق وصديقه والأخ وأخيه .
سئمنا تراشق الأفاظ والسباب بين الجماهير.نريد الحضور للملعب للاستمتاع والمشاهدة بالفن الكروي بنفسية مرتاحة ، كما دخلنا بسلام نخرج من الملعب بهدوء وسلام .
وأول العلاج الكي ، لابد أن نقطع دابر كل متعصب .
عاقبوهم ، إمنعوهم من دخول الملاعب ومن الظهور في الإعلام والفضائيات ..
أوقفوا أقلامهم .. إردعوهم .. أمحوهم .. أو أخرجوهم من جزيرة العرب .
وختاماً أترككم مع هذه اللقطة الطريفة :